نداء جامعة طرابلس لغوث الآثار في ليبيا
أمام حالة التجريف اللامسؤولة التي تطال المنجز الأثري الوطني والإنساني، واستسهال العبث بمكوّن مفصلي في الذاكرة الجمعية، والتهالك على استرخاص أيقونات الماضي المضيء، وعجز، وربما، سلبية الفعل المؤسساتي الليبي؛ لاعتبارات الراهن الذي يحوي الوطن اليوم. لا تملك جامعة طرابلس إلا أن تدق ناقوس العارف ليُوقظ، وتقرع جرس الواعي لينبّه، وتطلق صرخة الحريص المتحسّس لنفاسة المعبوث به، المُدرك لحجم أذية العابث.
تبادر الجامعة إلى هذا النداء؛ والذي صدر عن الندوة الوطنية حول (الآثار والمعالم التاريخية في ليبيا.. تقييم الواقع وطرح المعالجات) والت ي عقدها المنتدى الثقافي بجامعة طرابلس، يوم الأربعاء .19/4/2017 بمشاركة نخبة من علماء الآثار والتاريخ. لأن الجامعة هي المؤهلة له، بوصفها موطن تشكّل الوعي بقضايا الوطن الثقافية والحضارية، وتنبري لذلك؛ لأنها تعي أن المُصاب يطال أنفس ما يمكن أن تمتلكه أمة، وأثمن ما يستطيع حيازته وطن. فالآثار قولنا في محفل الأمم، وفعلنا في تاريخ المنجزات البشرية، وهي مكوّن الهوية الوطنية المركزي عند التلبث أمام أنساق بنية الذات الوطنية. إنها تركة الإنسان في الزمان، وبصمته في المكان؛ والتطاول عليها انحياز للعدم، وامتهانها تكريس للغياب في مشهد الكينونات الحضارية، وبخسها استصغار للذات الوطنية.
ودرءً لكل وصمة من هذه الوصمات، تطلق الجامعة نداء لزوم ما يلزم حماية للآثار في ليبيا، ووجوب ما يجب احتراما لمنجز الحضارات الليبية والإنسانية وضرورة النهوض بحق الأوائل في صون فعلهم النبيل السامي من عوادي الخَلف، ممن صيروا القيم الحضارية والثقافية أشياء تتموضع في مُتاحهم المتردي والناكص.
تخاطب الجامعة الوعي المجتمعي المحلي والدولي بكل مكوّناته؛ للتبصير بخطورة العبث والمتاجرة والنيل من الموروث الأثري في ليبيا.
وترُج الوعي المؤسساتي بشتى أشكاله الأكاديمي والثقافي منه، والأمني والإداري؛ لدفعهم لوضع تهديد الآثار الليبية والمساس بها موضع الأولوية الملحة.
وتدعو الجامعة المؤسسات الثقافية الإقليمية والدولية إلى الحاجة لمشاركة ليبيا حالة القلق الأثري؛ ليحفّز هاجس مقاسمة ليبيا صياغة مقاربة شاملة تعضدها في مسعى النأي بالآثار في ليبيا عن ممارسات الإساءة والعبث والاسترباح، وبخاصة وأن هذه الآثار تعود لحضارات إنسانية متعددة تتصل بكثير من الأمم والشعوب. وأقل ما تسطيعه هذه المؤسسات الخارجية التفعيل الحقيقي لكل الاتفاقيات والمتون المشتركة الناظمة لكيفيات التعاطي البناء مع الآثار في ليبيا، في إطار من الإحساس الإنساني المسؤول.
وفقنا الله لما فيه خير الحضارتين الوطنية والإنسانية، والسلام عليكم ورحمة الله
صدر في طرابلس الأربعاء 19/4/2017
التعليقات